کد مطلب:90545 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153
أَكُلُّكُمْ شَهِدَ مَعَنَا صِفّینَ؟. فقالوا: منّا من شهِد و منّا من لم یشهد. فقال علیه السلام: إمْتَازُوا فِرْقَتَیْنِ[1]. فَلْیَكُنْ مَنْ شَهِدَ صِفّینَ فِرْقَةً، وَ مَنْ لَمْ یَشْهَدْهَا، فِرْقَةً، حَتَّی أُكَلِّمَ كُلاً مِنْكُمْ بِكَلاَمِهِ. و نادی علیه السلام الناس، فقال: أَمْسِكُوا عَنِ الْكَلاَمِ، وَ أَنْصِتُوا لِقَوْلی، وَ أَقْبِلُوا بِأَفْئِدَتِكُمْ إِلَیَّ، فَمَنْ نَشَدْنَاهُ شَهَادَةً فَلْیَقُلْ بِعِلْمِهِ بِهَا. اَللَّهُمَّ إِنَّ هذَا مَقَامٌ مَنْ فَلَجَ فیهِ كَانَ أَوْلی بِالْفَلَجِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، وَ مَنْ نَطِفَ فیهِ أَوْ عَنِتَ فَهُوَ فِی الآخِرَةِ أَعْمی وَ أَضَلُّ سَبیلاً. أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الَّتی أَخْرَجَهَا الْمِرَاءُ وَ اللَّجَاجُ، وَ صَدَّهَا[2] عَنِ الْحَقِّ الْهَوی وَ الزَّیْغُ، وَ طَمَحَ بِهَا [صفحه 480] النَزَقُ إِلَی الْبَاطِلِ، وَ أَصْبَحَتْ فِی اللَّبْسِ وَ الْخَطْبِ الْعَظیمِ. یَا هؤُلاَءِ، إِنَّ أَنْفُسَكُمُ الأَمَّارَةُ قَدْ سَوَّلَتْ لَكُمْ فِرَاقَ هذِهِ الْحُكُومَةِ الَّتی أَنْتُمُ ابْتَدَأْتُمُوهَا، وَ سَأَلْتُمُوهَا، وَ أَنَا لَهَا كَارِهٌ. أُنْشِدُكُمْ بِاللَّهِ تَعَالی[3]، أَلَمْ تَقُولُوا عِنْدَ رَفْعِهِمُ الْمَصَاحِفَ حیلَةً وَ غیلَةً، وَ مَكْراً وَ خَدیعَةً: إِخْوَانُنَا، وَ أَهْلُ دَعْوَتِنَا اسْتَقَالُونَا، وَ اسْتَرَاحُوا إِلی كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، فَالرَّأْیُ الْقَبُولُ مِنْهُمْ، وَ التَّنْفیسُ عَنْهُمْ؟. فَقُلْتُ لَكُمْ: عِبَادَ اللَّهِ، إِنّی أَحَقُّ مَنْ أَجَابَ إِلی كِتَابِ اللَّهِ، وَ لكِنَّ[4] هذَا أَمْرٌ ظَاهِرُهُ إِیمَانٌ، وَ بَاطِنُهُ عُدْوَانٌ، وَ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَ آخِرُهُ نَدَامَةٌ. وَ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ طَلَبَ الْقَوْمِ إِیَّاهَا مِنْكُمْ خَدیعَةٌ وَ دَهْنٌ[5] وَ مَكیدَةٌ لَكُمْ[6]. وَ نَبَّأتُكُمْ أَنَّ مُعَاوِیَةَ، وَ عَمْرو بْنَ الْعَاصِ، وَ ابْنَ أَبی مُعَیْطٍ، وَ ابْنَ مَسْلَمَةَ، وَ ابْنَ أَبی سَرْحٍ، وَ الضَّحَّاكَ، لَیْسُوا بِأَصْحَابِ دینٍ وَ لاَ قُرْآنٍ. وَ قُلْتُ لَكُمْ: إِنّی أَعْرَفُ بِهِمْ مِنْكُمْ. إِنّی قَدْ صَحِبْتُهُمْ أَطْفَالاً وَ عَرَفْتُهُم رِجَالاً، فَكَانُوا شَرَّ أَطْفَالٍ وَ شَرَّ رِجَالٍ، وَ هُمْ أَهْلُ الْمَكْرِ وَ الْغَدْرِ. وَ قُلْتُ لَكُمْ: وَیْحَكُمْ، إِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ یُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ، إِنَّهُمْ، وَ اللَّهِ، مَا رَفَعُوهَا وَ إِنَّهُمْ یَعْرِفُونَهَا وَ لاَ یَعْمَلُونَ بِهَا[7]. وَ إِنَّكُمْ إِنْ فَارَقْتُمْ رَأْیی جَانَبْتُمُ الْخَیْرَ وَ الْحَزْمَ. وَ یْحَكُمْ، إِنّی إِنَّمَا أُقَاتِلُهُمْ لِیُدینُوا بِحُكْمِ الْقُرْآنِ، لأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا عَصَوُا اللَّهَ فیمَا أَمَرَهُمْ بِهِ وَ نَهَاهُمْ عَنْهُ، فَلَمْ یَنْتَهُوا وَ نَقَضُوا عَهْدَهُ، وَ نَبَذُوا كِتَابَهُ[8]، فَأَقیمُوا عَلی شَأْنِكُمْ، وَ ألْزَمُوا طَریقَتَكُمْ، [صفحه 481] وَ امْضُوا عَلی حَقِّكُمْ وَ صِدْقِكُمْ[9]، وَ عَضُّوا عَلَی الْجِهَادِ بِنَوَاجِذِكُمْ وَ لاَ تَلْتَفِتُوا إِلی نَاعِقٍ نَعَقَ، إِنْ أُجیبَ أَضَلَّ، وَ إِنْ تُرِكَ ذَلَّ. أَعیرُونی، أعیرُونی سَوَاعِدَكُم وَ جَمَاجِمَكُمْ سَاعَةً وَاحِدَةً، فَقَدْ بَلَغَ الْحَقُّ مَقْطَعَهُ، وَ لَمْ یَبْقَ إِلاَّ أَنْ یُقْطَعَ دَابِرُ الظَّالِمینَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا تَفَرَّقَتْ بِكُمُ السُّبُلُ، وَ نَدِمْتُمْ حَیْثُ لاَ تَنْفَعُكُمُ النَّدَامَةُ. فَرَدَدْتُمْ عَلَیَّ رَأْیی، وَ قُلْتُمْ: لاَ، بَلْ نَقْبَلُ مِنْهُمْ. فَقُلْتُ لَكُمُ: اذْكُرُوا قَوْلی لَكُمْ، وَ مَعْصِیَتَكُمْ إِیَّایَ[10]. وَ قَدْ كَانَتْ هذِهِ الْفِعْلَةُ، وَ قَدْ رَأَیْتُكُمْ أَعْطَیْتُمُوهَا. وَ اللَّهِ لَئِنْ أَبَیْتُهَا مَا وَجَبَتْ عَلَیَّ فَریضَتُهَا، وَ لاَ حَمَّلَنِیَ اللَّهُ ذَنْبَهَا. وَ وَ اللَّهِ إِنْ جِئْتُهَا إِنّی لَلْمُحِقُّ الَّذی یُتَّبَعُ، وَ إِنَّ الْكِتَابَ لَمَعِیَ مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ صَحِبْتُهُ. فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ إِنَّ الْقَتْلَ لَیَدُورُ بَیْنَ الآبَاءِ وَ الأَبْنَاءِ، وَ الإِخْوَانِ وَ الْقَرَابَاتِ، فَمَا نَزْدَادُ عَلی كُلِّ مُصیبَةٍ وَ شِدَّةٍ إِلاَّ إیمَاناً وَ مُضِیّاً عَلَی الْحَقِّ، وَ تَسْلیماً لِلأَمْرِ، وَ صَبْراً عَلی مَضَضِ الْجِرَاحِ. وَ لكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِی الإسْلاَمِ، عَلی مَا دَخَلَ فیهِ مِن الزَّیْغِ وَ الاِعْوِجَاجِ، وَ الشُّبْهَةِ وَ التّأْویلِ. فَإِذَا طَمِعْنَا فی خَصْلَةٍ یَلُمُّ اللَّهُ بِهَا شَعَثَنَا، وَ نَتَدَانی بِهَا إِلَی الْبَقِیَّةِ فیمَا بَیْنَنَا، وَ رَغِبْنَا فیهَا، وَ أَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا. أَیُّهَا الْقَوْمُ[11]، فَأَنَا نَذیرُكُمْ[12] أَنْ تُصْبِحُوا[13] غَداً[14]، صَرْعی بِأَثْنَاءِ[15] هذَا النَّهْرِ، وَ بِأَهْضَامِ [صفحه 482] هذَا الْغَائِطِ، عَلی غَیْرِ بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ، وَ لاَ بُرْهَانٍ بَیِّنٍ[16] وَ لاَ سُلْطَانٍ مُبینٍ مَعَكُمْ، قَدْ طَوَّحَتْ بِكُمُ الدَّارُ، و احْتَبَلَكُمُ الْمِقْدَارُ. وَ قَدْ كُنْتُ نَهَیْتُكُمْ عَنْ هذِهِ الْحُكُومَةِ، فَأَبَیْتُمْ عَلَیَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفینَ الْمُنَابِذینَ[17]، وَ عَدَلْتُمْ عَنّی عُدُولَ[18] النُّكَدَاءِ الْعَاصینَ[19]، حَتَّی صَرَفْتُ[20] رَأْیی إِلی هَوَاكُمْ. وَ أَنْتُمْ، وَ اللَّهِ[21]، مَعَاشِرُ أَخِفَّاءُ الْهَامِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ. فَلَمْ[22] آتِ، لاَ أَباً لَكُمْ، بُجْراً[23]، وَ لاَ أَرَدْتُ بِكُمْ[24] ضُرّاً، وَ لاَ خَتَلْتُكُمْ عَنْ أَمْرِكُمْ، وَ لا لَبَّسْتُهُ عَلَیْكُمْ، وَ لاَ أَخفَیْتُ شَیْئاً مِنْ هذَا الأَمْرِ عَنْكُمْ، وَ لاَ أوْطَأْتُكُمْ عُشْوَةً، وَ لاَ دَنَیْتُ لَكُمُ الْضَرَّاءَ، وَ إِنْ كَانَ أَمْرُنَا لأَمْرِ الْمُسْلِمینَ ظَاهِراً. وَ[25] إِنَّمَا اجْتَمَعَ رَأیُ[26] مَلَئِكُمْ عَلَی اخْتِیَارِ[27] رَجُلَیْنِ، فَأَخَذْنَا عَلَیْهِمَا[28] أنْ یُجَعْجِعَا عِنْدَ الْقُرْآنِ وَ لاَ یُجَاوِزَاهُ[29]، وَ تَكُونَ أَلْسِنَتُهُمَا مَعَهُ، وَ قُلُوبُهُمَا تَبَعَهُ. [صفحه 483] فَإِنْ حَكَمَا بِكِتَابِ اللَّهِ فَلَیْسَ لَنَا أَنْ نُخَالِفَ حَكَماً یَحْكُمُ بِمَا فِی الْقُرْآنِ، وَ كُنْتُ أَوْلی بِالأَمْرِ فی حُكْمِهِمَا، وَ إِنْ حَكَمَا بِغَیْرِ ذَلِكَ لَمْ یَكُنْ لَهُمَا عَلَیَّ وَ عَلَیْكُمْ حُكْمٌ. فَاخْتَلَفَا[30]، فَتَاهَا عَنْهُ، وَ تَرَكَا الْحَقَّ وَ هُمَا یُبْصِرَانِهِ، وَ كَانَ الْجَوْرُ هَوَاهُمَا، وَ الاِعْوِجَاجُ دَأْبَهُمَا، وَ الصَّدُّ عَنِ الْحَقِّ[31] رَأْیَهُمَا. فَمَضَیا عَلَیْهِ، وَ خَالَفَا حُكْمَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ، وَ عَمِلاَ بِالْهَوی، فَنَبَذْنَا أَمْرَهُمَا، وَ نَحْنُ عَلی أَمْرِنَا الأَوَّلِ الَّذی كُنَّا عَلَیْهِ[32]. وَ قَدْ سَبَقَ اسْتِثْنَاؤُنَا[33] عَلَیْهِمَا فِی الْحُكُومَةِ[34] بِالْعَدْلِ، وَ الصَّمْدِ لِلْحَقِّ[35]، سُوءَ رَأْیِهِمَا، وَ جَوْرَ حُكْمِهِمَا. وَ الثَّقَةُ فی أَیْدینَا لأَنْفُسِنَا حینَ خَالَفَا سَبیلَ الْحَقِّ، وَ أَتَیَا بِمَا لاَ یُعْرَفُ مِنْ مَعْكُوسِ الْحُكْمِ[36]. فَمَا الَّذی بِكُمْ؟. وَ مِنْ أَیْنَ أَتَیْتُمْ؟. بَیِّنُوا لَنَا بِمَاذَا تَسْتَحِلُّونَ قِتَالَنَا، وَ الْخُرُوجَ عَنْ جَمَاعَتِنَا، تَضَعُونَ أَسْیَافَكُمْ عَلی عَوَاتِقِكُمْ، ثُمَّ تَسْتَعْرِضُونَ النَّاسَ، تَضْرِبُونَ رِقَابَهُمْ، وَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَهُمْ. إِنَّ هذَا لَهُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبینُ. وَ اللَّهِ لَوْ قَتَلْتُمْ عَلی هذَا دَجَاجَةً لَعَظُمَ عِنْدَ اللَّهِ قَتْلُهَا، فَكَیْفَ بِالنَّفْسِ الَّتی قَتْلُهَا عِنْدَ اللَّهِ حَرَامٌ[37]. فَأُوبُوا شَرَّ مَآبٍ، وَ ارْجِعُوا عَلی أَثَرِ الأَعْقَابِ. [صفحه 484]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیِمِ فقال علیه السلام لهم:
صفحه 480، 481، 482، 483، 484.
و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 319. و تذكرة الخواص ص 25. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 562. و نور الأبصار ص 110. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 55. و نهج البلاغة الثانی ص 177. باختلاف بین المصادر. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 46. و نسخة الأسترابادی ص 46. و نسخة الصالح ص 80. و نسخة العطاردی ص 45. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 47. و نسخة الأسترابادی ص 46. و نسخة عبده ص 141. و نسخة الصالح ص 80. و نسخة العطاردی ص 45. و ورد أن یحكما بما فی القرآن و السّنّة الجامعة فی المصدرین السابقین باختلاف یسیر.